إذا سمعت القرآن الكريم من صوته أحسست أنه صوت من السماء وملأ قلبك نور وخشوع، إنه علم من أعلام قراء القرآن الكريم في العالمين العربي والإسلامي، إنه شيخ مشايخ قراء القرآن، الشيخ الجليل محمود خليل الحصري، يقول عنه الشيخ محمود طنطاوي وكيل مشيخة عموم المقارئ المصرية السابق : كان الشيخ الحصري رحمه الله قارئاً مجيداً فكان دائماً يوصف بالجودة وكذلك الحفط فكان يمتلك ذاكرة تحتفظ بكل ما يسمع وبخاصة القرآن الكريم من أجل ذلك نبغ وحين تقدم إلى الإذاعة عام 1944، اجتاز الاختبار من أول مرة وقدم العديد من الإنجازات لخدمة كتاب الله عن وجل، فقد اقترح على المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية أن يتم تسجيل المصحف المرتل على اسطوانات وبالفعل تم ترشيح الشيخ لذلك العمل برواية حفص عن عاصم وبعد أن لاقت نجاحاً منقطع النظير سجله مرتلاً برواية ورش عن نافع وهي قراءة أهل المدينة•
وقال عنه الشيخ أبو العينين شعيشع: الشيخ الحصري يلتزم بخروج كل حرف من مكانه بصفته وهيئته الصحيحة، وكان أيضاً رجلاً تقياً لا يخشى إلا الله تعالى، وكان يجمعني به حب متبادل خالص لوجه الله عز وجل، وكان عمله لكتاب الله تعالى بعيداً كل البعد عن المصالح الدنيوية، ولصلاحه وتقواه كان يقرأ كلما دُعِيَ بدون أجر فكان يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الله وكان رجلاً كريماً أيضاً•
تدرج الشيخ محمود خليل الحصري من قارئ للقرآن بمسجد الحسين ثم عين بعموم المقارئ المصرية وبعدها اختير مستشاراً فنياً لشؤون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف المصرية فرئيساً للجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر واختير خبيراً فنياً لعلوم القرآن والسنة بمجمع البحوث الإسلامية وأخيراً رئيساً لاتحاد قراء العالم الإسلامي•
سافر الشيخ إلى جميع دول العالم الإسلامي وأغلب عواصم العالم وكان دائماً ما يتم استقباله من قبل ملوك ورؤساء هذه الدول تأكيداً لمكانته على المكانة العالية التي كان يحظى بها•
كان أول من قرأ القرآن الكريم في الكونغرس الأمريكي وهيئة الأمم المتحدة، وأول من رتل القرآن في القاعة الملكية وقاعة هايورات المطلة على نهر التايمز في لندن•
وخلال تلك الزيارات أسلم على يديه العديد من الأجانب في فرنسا وأميركا• نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 من الرئيس المصري جمال عبد الناصر تكريماً له لتسجيله المصحف المرتل، وفاضت روحه إلى بارئها يوم الاثنين 24 يناير عام 1980 الموافق 16 من شهر المحرم 1401 هــ بعد أدائه فريضة الحج وكانت آخر قراءة له في الحرمين المكي والمدني ، حسب صحيفة اللواء اللبناني .
